يعد تأسيس شركة الشخص الواحد خطوة استراتيجية تلائم رواد الأعمال الذين يسعون لتأسيس أعمالهم بطريقة قانونية ومستقلة في المملكة العربية السعودية. يتيح هذا النوع من الشركات للأفراد إمكانية الجمع بين الإدارة الكاملة لأعمالهم والاستفادة من الحماية القانونية التي يوفرها نظام الشركات، مما يسهم في تعزيز النمو الاقتصادي وتطوير المشاريع الصغيرة والمتوسطة.
ما هي شركة الشخص الواحد؟
شركة الشخص الواحد هي نوع من الشركات التي يتم تأسيسها بموجب النظام السعودي، وتتميز بكونها مملوكة بالكامل لشخص واحد طبيعي أو اعتباري. يتمتع المالك بسلطة كاملة لإدارة الشركة، دون الحاجة إلى وجود شركاء آخرين، مع استفادته من ميزة المسؤولية المحدودة، حيث تكون التزاماته المالية مقتصرة على رأس المال الذي تم تسجيله للشركة.
تختلف شركة الشخص الواحد عن المنشأة الفردية في عدة نواحٍ. على سبيل المثال، المنشأة الفردية تُعتبر كيانًا غير منفصل عن مالكها، مما يعني أن المالك يتحمل كامل الديون والالتزامات الشخصية. أما في شركة الشخص الواحد، فإن الشركة تُعتبر كيانًا قانونيًا مستقلًا، مما يوفر حماية أكبر للمالك في حالة حدوث ديون أو التزامات قانونية.
حسب المادة الثانية من نظام الشركات في المملكة العربية السعودية، فإن شركة الشخص الواحد تُعتبر شكلًا قانونيًا يهدف إلى تمكين الأفراد من إدارة مشاريعهم الخاصة بطريقة قانونية، مع توفير الحماية اللازمة لرأس المال. تُستخدم شركة الشخص الواحد عادةً في المشاريع التي تتطلب قرارات سريعة وإدارة مرنة، مثل الأنشطة التجارية الصغيرة أو خدمات الاستشارات.
ما أهمية تأسيس شركة الشخص الواحد؟
تأسيس شركة الشخص الواحد يُعد خيارًا مثاليًا لرواد الأعمال الذين يرغبون في الحفاظ على السيطرة الكاملة على قرارات الشركة، مع التمتع بالحماية القانونية اللازمة. يسهم هذا النوع من الشركات في تسهيل العمليات الإدارية وتعزيز الاستقلالية، حيث يكون المالك هو المسؤول الوحيد عن اتخاذ القرارات الاستراتيجية والتنفيذية.
من أبرز فوائد شركة الشخص الواحد أنها تمنح المالك ميزة المسؤولية المحدودة، مما يعني أن التزامات الشركة لا تمتد إلى الأصول الشخصية للمالك، وتقتصر على رأس المال المسجل فقط. يُعزز هذا الإطار القانوني من أمان الاستثمار ويشجع على البدء في مشاريع جديدة دون مخاطر مالية كبيرة.
تُعد شركة الشخص الواحد خيارًا ملائمًا للمشاريع الصغيرة والمتوسطة، حيث تتيح لأصحاب الأعمال الاستفادة من المرونة الإدارية والبنية القانونية المنظمة. كما أنها تُعتبر مثالية للأنشطة التي لا تحتاج إلى شراكات متعددة، مثل الشركات الاستشارية أو الأعمال الإبداعية التي يديرها فرد واحد.
حسب المادة التاسعة من نظام الشركات، تُعتبر شركة الشخص الواحد وسيلة فعالة لدعم رواد الأعمال في تأسيس أعمالهم بطريقة قانونية ومستدامة، مع توفير بيئة قانونية تضمن حماية الأصول الشخصية وتعزيز الاستقلالية الإدارية.
ما هي خطوات تأسيس شركة الشخص الواحد في السعودية؟

تأسيس شركة الشخص الواحد في السعودية يتطلب اتباع سلسلة من الإجراءات القانونية والإدارية التي تضمن الامتثال لنظام الشركات وضمان تسجيل الشركة بشكل صحيح. توفر هذه الخطوات إطارًا قانونيًا يساعد على حماية حقوق المالك وضمان استدامة النشاط التجاري. فيما يلي تفصيل لكل خطوة:
اختيار الاسم التجاري وفق نظام الأسماء التجارية
الخطوة الأولى في تأسيس شركة الشخص الواحد هي اختيار اسم تجاري يتوافق مع الأنظمة المعمول بها في المملكة. يجب أن يكون الاسم التجاري مميزًا وغير مشابه لأسماء تجارية مسجلة سابقًا، وأن يتضمن إشارة إلى أن الشركة هي شركة شخص واحد.
حسب المادة الخامسة من نظام الأسماء التجارية، يجب أن يكون الاسم التجاري مكتوبًا باللغة العربية أو بلغة أخرى معتمدة، وأن يُراعى فيه عدم مخالفته للأخلاق العامة أو الأعراف القانونية.
إعداد عقد تأسيس الشركة بما يتماشى مع نظام الشركات
بعد اختيار الاسم التجاري، يجب إعداد عقد تأسيس الشركة الذي يحدد التفاصيل الرئيسية مثل رأس المال، نوع النشاط، والهيكل الإداري. هذا العقد يجب أن يكون متوافقًا مع اللوائح المحددة في نظام الشركات.
حسب المادة السابعة من نظام الشركات، فإن عقد التأسيس يجب أن يتضمن بنودًا واضحة حول حقوق المالك والتزامات الشركة، ويجب توثيقه لدى الجهة المختصة.
تقديم الوثائق المطلوبة إلى وزارة التجارة
لإكمال عملية التسجيل، يجب تقديم الوثائق اللازمة إلى وزارة التجارة. تشمل هذه الوثائق: نسخة من الهوية الوطنية للمالك، نسخة من عقد التأسيس، ونموذج طلب تأسيس الشركة.
تُعالج وزارة التجارة الطلب بعد التحقق من استيفاء جميع المتطلبات، وتُصدر الموافقات اللازمة لتسجيل الشركة.
إجراءات إصدار السجل التجاري
بعد الحصول على موافقة وزارة التجارة، يتم إصدار السجل التجاري للشركة. هذا السجل يُعد بمثابة الوثيقة الرسمية التي تتيح للشركة البدء بممارسة نشاطها التجاري.
حسب المادة الثامنة من نظام السجل التجاري، فإن السجل يجب أن يتضمن جميع التفاصيل المتعلقة بالشركة، مثل اسمها، نوعها، عنوانها، وطبيعة النشاط.
الإعلان عن الشركة في الصحف الرسمية
الخطوة الأخيرة هي نشر إعلان تأسيس الشركة في صحيفتين رسميتين على الأقل. يهدف هذا الإعلان إلى إعلام الجمهور بوجود الشركة وتسجيلها بشكل قانوني.
حسب المادة التاسعة من نظام الشركات، يُعتبر الإعلان خطوة إلزامية لإتمام تأسيس الشركة وإشهارها قانونيًا.
ما هي شروط تأسيس شركة الشخص الواحد؟
تأسيس شركة الشخص الواحد في المملكة العربية السعودية يخضع لشروط قانونية ومالية واضحة، تهدف إلى ضمان تأسيس الشركة بطريقة متوافقة مع نظام الشركات. يُعد الامتثال لهذه الشروط أمرًا ضروريًا لإتمام العملية بشكل صحيح وتجنب أي عقبات قانونية في المستقبل.
يجب أن يكون المؤسس لشركة الشخص الواحد سعودي الجنسية أو من دول مجلس التعاون الخليجي. هذا الشرط يهدف إلى تقييد هذا النوع من الشركات بالأفراد الذين ينتمون إلى الدول المشاركة في دعم الاقتصاد المحلي والإقليمي. علاوة على ذلك، يجب أن تكون الشركة متوافقة مع اللوائح المعمول بها، بما في ذلك أن تكون ملتزمة بنظام الشركات ولوائحه التنفيذية.
من الناحية المالية، يتطلب تأسيس شركة الشخص الواحد وجود رأس مال محدد. حسب المادة الثانية من نظام الشركات في المملكة العربية السعودية، فإن رأس المال يجب أن يكون كافيًا لتغطية التزامات الشركة والتكاليف الأولية. هذا الشرط يعكس التزام الدولة بحماية المساهمين وضمان استدامة المشاريع.
كذلك، يشترط أن يكون للشركة مدير سعودي أو من دول مجلس التعاون الخليجي. هذا يضمن أن إدارة الشركة تتم من قبل شخص على دراية بالقوانين والأنظمة المحلية. إضافة إلى ذلك، يجب أن يتضمن اسم الشركة عبارة “شركة شخص واحد” أو اختصارها “ش.ش.و”، لضمان وضوح هوية الشركة القانونية.
كم تبلغ رسوم تأسيس شركة الشخص الواحد في السعودية؟
رسوم تأسيس شركة الشخص الواحد في السعودية تشمل مجموعة من التكاليف المرتبطة بإتمام الإجراءات القانونية والإدارية. تُعتبر هذه الرسوم جزءًا أساسيًا من عملية التأسيس وتغطي مختلف الجوانب التنظيمية.
تشمل الرسوم رسوم السجل التجاري، وهي أساسية لتسجيل الشركة بشكل رسمي في وزارة التجارة. تصل قيمة رسوم السجل التجاري إلى حوالي 1200 ريال سعودي، إضافة إلى رسوم التجديد السنوية. كما تُدفع رسوم الغرفة التجارية والتي تتفاوت قيمتها حسب درجة النشاط المسجل للشركة.
بالإضافة إلى ذلك، يتطلب الإعلان عن تأسيس الشركة في الصحف الرسمية تكلفة إضافية تتراوح بين 500 إلى 1000 ريال سعودي، اعتمادًا على الصحيفة وعدد مرات النشر المطلوبة. يُضاف إلى ذلك رسوم توثيق العقد، والتي تُقدر بحوالي 300 ريال سعودي.
قد تكون هناك أيضًا رسوم أخرى تتعلق بالضرائب أو خدمات التوصيل الإلكتروني، ويُوصى بالتأكد من جميع الرسوم المستحقة عبر المنصة الرسمية لوزارة التجارة.
ما هي الأوراق المطلوبة لتأسيس شركة الشخص الواحد؟
لإتمام عملية تأسيس شركة الشخص الواحد في السعودية، يجب تقديم مجموعة من المستندات الأساسية لضمان التحقق من هوية المؤسس واستيفاء المتطلبات القانونية. هذه الأوراق تُعد جزءًا أساسيًا من عملية التسجيل.
يتطلب التأسيس تقديم الهوية الوطنية أو جواز السفر إذا كان المؤسس مواطنًا من دول مجلس التعاون الخليجي. هذا الإجراء يهدف إلى التحقق من هوية المؤسس وضمان تطابق البيانات الشخصية. كما يجب تقديم عقد تأسيس الشركة، الذي يتضمن كافة التفاصيل المتعلقة برأس المال، اسم الشركة، وطبيعة النشاط.
من بين المستندات المطلوبة أيضًا إثبات العنوان أو السجل البلدي للمقر الرئيسي للشركة، لضمان تسجيلها بشكل صحيح في السجل التجاري. في حالة وجود وكيل يمثل المؤسس، يُطلب تقديم نسخة من التوكيل القانوني مع المستندات ذات الصلة.
حسب المادة السادسة من نظام السجل التجاري في السعودية، فإن تقديم جميع الأوراق المطلوبة يتيح للمؤسس الحصول على سجل تجاري قانوني، مما يسمح له بمزاولة النشاط التجاري بشكل رسمي.
ما هي عيوب شركة الشخص الواحد؟

على الرغم من المزايا العديدة التي تتمتع بها شركة الشخص الواحد، إلا أن هناك بعض العيوب والمخاطر التي قد تؤثر على المؤسس وتحد من استدامة الشركة. واحدة من أبرز هذه العيوب هي محدودية رأس المال، حيث أن رأس المال المسجل عادة ما يكون منخفضًا مقارنة بالشركات ذات الشراكات المتعددة. هذا القيد قد يحد من قدرة الشركة على الوصول إلى مصادر التمويل أو التوسع في المشاريع الكبرى، مما يجعلها أقل جاذبية للمستثمرين والبنوك.
إضافة إلى ذلك، تعاني شركات الشخص الواحد من ضعف الجدارة الائتمانية، إذ يُنظر إليها باعتبارها كيانات ذات مخاطر أعلى نظرًا لاعتمادها على مؤسس واحد فقط. هذا الضعف قد يؤدي إلى صعوبة في الحصول على القروض أو تسهيلات مالية، خاصةً إذا لم يكن لدى المؤسس سجل ائتماني قوي.
من جانب آخر، هناك قيود مفروضة على بعض الأنشطة التجارية لشركات الشخص الواحد. وفقًا للنظام السعودي، لا يُسمح لهذا النوع من الشركات بممارسة بعض الأنشطة مثل التأمين أو الأعمال المصرفية أو الاستثمار. حسب المادة الرابعة من نظام الشركات في المملكة العربية السعودية، فإن هذه القيود تهدف إلى حماية السوق وضمان استقراره من خلال تخصيص هذه الأنشطة لكيانات ذات هياكل قانونية أكبر.
ما الفرق بين شركة الشخص الواحد والمنشأة الفردية؟
يكمن الاختلاف الأساسي بين شركة الشخص الواحد والمنشأة الفردية في الجانب القانوني والإداري. شركة الشخص الواحد تُعتبر كيانًا قانونيًا منفصلًا عن المؤسس، مما يعني أن مسؤولية المالك محدودة برأس المال المسجل للشركة فقط. من ناحية أخرى، المنشأة الفردية ليست كيانًا قانونيًا منفصلًا، مما يضع على المالك مسؤولية شخصية كاملة تجاه جميع الديون والالتزامات، حتى لو تجاوزت أصول المنشأة.
إجراءات التأسيس والتسجيل أيضًا تختلف بين النوعين. تأسيس شركة الشخص الواحد يتطلب إعداد عقد تأسيس وتسجيلها في السجل التجاري تحت إشراف وزارة التجارة. في المقابل، المنشأة الفردية تتطلب إجراءات أقل تعقيدًا ولكنها لا توفر نفس المستوى من الحماية القانونية.
التزامات المالك تجاه الديون والضرائب تُبرز فرقًا آخر. في شركة الشخص الواحد، يقتصر الالتزام المالي على رأس مال الشركة، مما يحمي أصول المالك الشخصية. بينما في المنشأة الفردية، يتحمل المالك المسؤولية الكاملة تجاه جميع الديون، مما قد يعرضه لمخاطر مالية كبيرة.
كيف ندعمك في تأسيس شركة الشخص الواحد؟
تلتزم شركة زياد يحى الغامدي للمحاماة والاستشارات القانونية بتقديم الدعم الشامل لعملائها في عملية تأسيس شركة الشخص الواحد، بما يضمن الامتثال الكامل للأنظمة السعودية. يتضمن دعمنا إعداد العقود القانونية بدقة تامة، حيث يتم صياغة عقد تأسيس الشركة بطريقة تلبي جميع المتطلبات القانونية وتراعي مصلحة المؤسس.
كما نقدم المساعدة الكاملة في التقديم إلى وزارة التجارة، بدءًا من تجهيز المستندات المطلوبة وصولًا إلى متابعة الطلبات مع الجهات المختصة لضمان تسريع الإجراءات. بالإضافة إلى ذلك، نوفر خدمات استشارية شاملة تشمل تقديم الإرشادات حول كيفية الامتثال لنظام الشركات ولوائحه التنفيذية، مما يساعدك على تأسيس شركتك بثقة واستقرار.
لأن تأسيس شركة الشخص الواحد يمثل خطوة حاسمة في مسيرتك المهنية، فإن خدماتنا تركز على توفير حلول قانونية متكاملة تُعزز من فرص نجاح مشروعك وتضمن استدامته في السوق السعودية.