تلعب الشركات والمؤسسات دورًا محوريًا في تعزيز النظام الاقتصادي في المملكة العربية السعودية، حيث تمثل ركيزة أساسية لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة. من خلال هذه الكيانات، يتم توفير فرص عمل، تحفيز الاستثمارات، وتعزيز الإنتاج المحلي. الشركات، بفضل هياكلها المتنوعة، تساهم في تحقيق الابتكار وتطوير الأسواق بفضل التوسع في مختلف القطاعات الاقتصادية.
على الجانب الآخر، المؤسسات تعد خيارًا مهمًا للأفراد الراغبين في تأسيس أعمال تجارية صغيرة أو متوسطة الحجم، حيث تتيح لهم إدارة مواردهم بطريقة أكثر مرونة. من خلال التركيز على الابتكار والتنويع الاقتصادي في رؤية السعودية 2030، أصبحت الشركات والمؤسسات شريكًا رئيسيًا في تحقيق الأهداف الوطنية، بما في ذلك تقليل الاعتماد على النفط، وتحفيز النمو المستدام في جميع مناطق المملكة.
ما هي الشركة؟
الشركة هي كيان قانوني مستقل يتم تأسيسه بموجب عقد شراكة بين شخصين أو أكثر بهدف تحقيق الربح. يتمتع هذا الكيان بالشخصية الاعتبارية التي تفصله عن الأشخاص المؤسسين له، مما يعني أن الشركة نفسها تتحمل المسؤوليات القانونية والمالية الناتجة عن أنشطتها. يتم تقسيم الأرباح والخسائر بين الشركاء بناءً على حصصهم المحددة في العقد.
على سبيل المثال، شركة المساهمة العامة هي شكل من أشكال الشركات حيث يتم تداول أسهمها في السوق المالية، مما يتيح للمستثمرين شراء وبيع الأسهم. كذلك، الشركات ذات المسؤولية المحدودة تتيح للشركاء حماية أصولهم الشخصية من أي التزامات مالية قد تواجه الشركة.
ما هي المؤسسة؟
المؤسسة هي كيان تجاري مملوك لفرد واحد، يكون مسؤولًا بشكل كامل عن جميع الحقوق والالتزامات المتعلقة بالمؤسسة. لا تمتلك المؤسسة شخصية اعتبارية منفصلة عن صاحبها، مما يعني أن المالك يتحمل المسؤولية الكاملة عن الديون والالتزامات المالية المرتبطة بالمؤسسة.
على سبيل المثال، يمكن أن تكون المؤسسات متاجر صغيرة أو أعمال تجارية متخصصة مثل مؤسسات البناء أو تقديم الخدمات. في السعودية، تُعد المؤسسات خيارًا شائعًا بين رواد الأعمال الذين يرغبون في بدء مشروع صغير دون تعقيدات قانونية كبيرة، حيث تتيح لهم المرونة في إدارة العمليات مع الالتزام بمتطلبات الترخيص والتنظيم.
ما هو الفرق بين الشركة والمؤسسة؟

الشركة والمؤسسة هما كيانان قانونيان مختلفان يُستخدمان لإدارة الأعمال التجارية، ولكل منهما خصائصه القانونية والمالية والإدارية. يتمثل الفرق الجوهري بينهما في الهيكلية القانونية، طبيعة الملكية، والمسؤوليات المترتبة على كل نوع. لفهم هذا الفرق بشكل أعمق، يجب النظر في التعريفات والشكل القانوني لكل منهما.
تعريف الشركة
الشركة هي كيان قانوني مستقل يتم إنشاؤه بموجب عقد شراكة بين شخصين أو أكثر، بهدف تحقيق الأرباح وتقاسمها. تتميز الشركة بالشخصية الاعتبارية، مما يعني أنها كيان قانوني منفصل عن مؤسسيها أو شركائها. هذا الاستقلال القانوني يجعل الشركة مسؤولة عن التزاماتها المالية والقانونية بشكل منفصل عن الأفراد المساهمين فيها. الشركات غالبًا ما تُستخدم للأعمال الكبيرة والمتوسطة التي تتطلب استثمارات مشتركة أو هيكل إداري معقد.
كيف يتم تشكيل الشركة؟
تبدأ عملية تشكيل الشركة بعقد بين الشركاء يسمى “عقد التأسيس”، والذي يحدد حقوق وواجبات كل شريك، ونسبة حصصهم من الأرباح والخسائر. يتم تسجيل الشركة في السجل التجاري السعودي، ويجب أن تشمل عملية التسجيل تقديم الوثائق اللازمة مثل عقد التأسيس، تحديد نوع الشركة، واسمها التجاري. بعد اكتمال الإجراءات القانونية، تُمنح الشركة الشخصية الاعتبارية وتصبح مسؤولة عن أعمالها أمام القانون.
ما هي أشكال الشركات القانونية في السعودية؟

في المملكة العربية السعودية، تتخذ الشركات عدة أشكال قانونية، منها:
- شركات التضامن: تضم شريكين أو أكثر يتقاسمون المسؤوليات والالتزامات بالتضامن.
- الشركات ذات المسؤولية المحدودة (LLC): تُعتبر الأكثر شيوعًا بين الشركات الصغيرة والمتوسطة، حيث تكون مسؤولية الشركاء محدودة بناءً على حصصهم.
- شركات المساهمة: تُستخدم عادة للأعمال الكبيرة وتتطلب هيكل إداري يشمل مجلس إدارة.
- شركات التوصية البسيطة: تضم نوعين من الشركاء: الشركاء المتضامنون الذين يديرون الشركة والشركاء الموصون الذين يساهمون برأس المال فقط.
- الشركات الفردية: مملوكة لشخص واحد لكنها تُعامل قانونيًا كشركة.
تعريف المؤسسة
المؤسسة هي كيان تجاري بسيط مملوك لفرد واحد فقط. لا تمتلك المؤسسة شخصية اعتبارية مستقلة، مما يعني أن مالك المؤسسة يتحمل كامل المسؤولية القانونية والمالية عن جميع أعمال المؤسسة. المؤسسة غالبًا ما تُستخدم للأعمال الصغيرة التي لا تتطلب استثمارات كبيرة أو إدارة معقدة.
ما هو الشكل القانوني للمؤسسة؟
الشكل القانوني للمؤسسة يعتمد على ارتباطها بمالكها. المؤسسة ليست منفصلة عن مالكها قانونيًا، وبالتالي تُعد جميع الالتزامات المالية أو الديون جزءًا من مسؤوليات المالك الشخصية. يتم تسجيل المؤسسة لدى الجهات المختصة في المملكة، مثل وزارة التجارة، ويتطلب ذلك تقديم وثائق بسيطة تشمل تحديد النشاط التجاري واسم المؤسسة.
كيف تختلف المؤسسة عن الشركة؟
- الشخصية القانونية: الشركة تتمتع بشخصية اعتبارية مستقلة، بينما المؤسسة لا تمتلك هذه الاستقلالية.
- المسؤولية القانونية: في الشركات، تكون المسؤولية محدودة بناءً على حصة الشركاء، أما في المؤسسة، يتحمل المالك كامل المسؤولية القانونية والمالية.
- الملكية: الشركات تُملك بواسطة شريكين أو أكثر، بينما المؤسسة مملوكة لفرد واحد.
- النطاق: تُعتبر الشركات أكثر ملاءمة للأعمال المتوسطة والكبيرة، في حين أن المؤسسات تُستخدم غالبًا للأعمال الصغيرة أو المشاريع الفردية.
الفروق القانونية بين الشركة والمؤسسة
المسؤولية القانونية
تختلف المسؤولية القانونية بين الشركة والمؤسسة بناءً على هيكلهما القانوني. في الشركات، تكون المسؤولية القانونية موزعة بين الشركاء بناءً على نوع الشركة. على سبيل المثال، في الشركات ذات المسؤولية المحدودة، يتحمل الشركاء المسؤولية فقط بقدر حصصهم في رأس المال، مما يعني أن أصولهم الشخصية محمية من أي التزامات مالية للشركة. أما في شركات التضامن، فتكون المسؤولية غير محدودة، حيث يتحمل الشركاء الالتزامات بشكل تضامني، بما في ذلك أصولهم الشخصية إذا لزم الأمر.
أما بالنسبة للمؤسسة، فإن مالكها يتحمل المسؤولية القانونية بشكل كامل عن جميع التزامات المؤسسة. هذا يعني أن أي ديون أو التزامات قانونية تقع على عاتق المالك مباشرة، وتشمل أصوله الشخصية، مما يزيد من المخاطر المالية مقارنة بالشركات ذات المسؤولية المحدودة.
الشخصية الاعتبارية
الشركة تكتسب شخصيتها الاعتبارية عند تسجيلها في السجل التجاري واستيفاء جميع المتطلبات القانونية. بمجرد التسجيل، تصبح الشركة كيانًا قانونيًا مستقلاً عن الشركاء أو المساهمين، مما يمنحها القدرة على الدخول في عقود، امتلاك أصول، ورفع الدعاوى أو الدفاع عن نفسها قانونيًا.
على الجانب الآخر، المؤسسة لا تمتلك شخصية اعتبارية مستقلة. بدلاً من ذلك، تُعتبر امتدادًا قانونيًا لصاحبها، مما يعني أن أي التزامات قانونية أو مالية تُعتبر التزامات شخصية على المالك. هذا الفرق الأساسي يجعل الشركات خيارًا مفضلًا للأعمال التي تتطلب حماية قانونية أكبر.
الفروق المالية بين الشركة والمؤسسة
الالتزامات المالية
في الشركات، تُدار الأرباح والخسائر وفقًا لنصوص عقد التأسيس أو النظام الأساسي. يتم توزيع الأرباح والخسائر بين الشركاء أو المساهمين بناءً على نسبة حصصهم. يتميز هذا النظام بالتنظيم والوضوح، مما يضمن تحقيق الشفافية في توزيع العوائد المالية.
أما في المؤسسة، فإن المالك يتحمل جميع الأرباح والخسائر بمفرده. على الرغم من أن هذا النموذج يوفر المرونة في اتخاذ القرارات المالية، إلا أنه يزيد من المخاطر المالية على المالك، حيث يتحمل وحده جميع الالتزامات المالية الناشئة عن أنشطة المؤسسة.
الضرائب
تختلف الضرائب المفروضة على الشركات عن تلك المفروضة على المؤسسات في المملكة العربية السعودية. الشركات تخضع لضريبة الشركات، وهي نسبة تُفرض على صافي أرباح الشركة. بالإضافة إلى ذلك، في حال كانت الشركة تضم شركاء أجانب، تُفرض ضريبة الزكاة على الشركاء السعوديين وضريبة دخل على الشركاء الأجانب.
أما المؤسسات، فتخضع للزكاة فقط، والتي تُحسب بناءً على رأس المال والأرباح الصافية. هذا الفرق يجعل الضرائب على المؤسسات أقل تعقيدًا مقارنة بالشركات. ومع ذلك، فإن متطلبات التسجيل الضريبي متشابهة بين النوعين، حيث يجب على كل من الشركات والمؤسسات التسجيل في هيئة الزكاة والضريبة والجمارك وتقديم الإقرارات الضريبية بانتظام.
خطوات تأسيس الشركات والمؤسسات في السعودية
كيف تؤسس شركة في السعودية؟
ما هي المتطلبات الأساسية لتأسيس شركة؟
لتأسيس شركة في السعودية، يجب أولاً تحديد نوع الشركة المطلوب إنشاؤها، سواء كانت شركة ذات مسؤولية محدودة، شركة مساهمة، أو شركة تضامن. كل نوع له متطلبات قانونية وإدارية مختلفة، لذا يُفضل اختيار النوع المناسب بناءً على طبيعة العمل وحجم رأس المال. يجب أيضًا تحديد النشاط التجاري للشركة واختيار اسم تجاري مميز وغير مستخدم مسبقًا. بالإضافة إلى ذلك، يُشترط وجود عقد تأسيس يحدد حقوق وواجبات الشركاء، ونسبة توزيع الأرباح والخسائر.
ما هي المستندات المطلوبة لتسجيل شركة؟
عملية تسجيل شركة تتطلب تقديم عدة وثائق إلى وزارة التجارة، تشمل:
- عقد تأسيس الشركة الموثق.
- نسخة من الهويات الوطنية أو جوازات السفر للشركاء.
- تحديد العنوان الوطني للشركة.
- إقرار رسمي برأس المال المطلوب لتأسيس الشركة.
- طلب حجز الاسم التجاري.
- شهادة السجل التجاري التي تُصدر بعد إتمام التسجيل.
بمجرد استكمال هذه الوثائق، يتم تقديمها عبر منصة إلكترونية تابعة لوزارة التجارة، ويصدر السجل التجاري بعد مراجعة الطلب واستيفاء المتطلبات.
كيف تؤسس مؤسسة في السعودية؟
ما هي المتطلبات الأساسية لتأسيس مؤسسة؟
تأسيس مؤسسة في السعودية يتطلب اختيار النشاط التجاري الذي ترغب المؤسسة في مزاولته، وتحديد اسم تجاري مميز يعكس طبيعة هذا النشاط. يجب أن يكون المالك سعودي الجنسية، إذ إن المؤسسات تُعتبر امتدادًا قانونيًا لصاحبها. يتطلب الأمر أيضًا تحديد موقع العمل وتوثيق العنوان الوطني الخاص بالمؤسسة.
ما هي المستندات المطلوبة لتسجيل مؤسسة؟
لتسجيل مؤسسة، تحتاج إلى تقديم:
- صورة الهوية الوطنية لصاحب المؤسسة.
- إثبات العنوان الوطني.
- طلب حجز الاسم التجاري.
- تعبئة نموذج طلب تسجيل مؤسسة.
- دفع الرسوم الحكومية المتعلقة بإصدار السجل التجاري.
بمجرد تقديم المستندات عبر المنصة الإلكترونية لوزارة التجارة، يتم إصدار السجل التجاري الذي يتيح للمؤسسة بدء مزاولة نشاطها التجاري بشكل قانوني.
تحويل المؤسسة إلى شركة
ما هي الفوائد المحتملة لتحويل مؤسسة إلى شركة؟
تحويل المؤسسة إلى شركة يوفر العديد من الفوائد، أبرزها تقليل المخاطر القانونية والمالية على المالك. الشركات تتمتع بشخصية اعتبارية مستقلة، مما يعني أن الالتزامات المالية والقانونية تقع على عاتق الشركة وليس على المالك شخصيًا. كما أن هذا التحويل يُعزز فرص الحصول على استثمارات وشركاء جدد، مما يساهم في توسيع نطاق الأعمال. بالإضافة إلى ذلك، يوفر التحويل للشركة إمكانيات أكبر لتنمية الأعمال وتحقيق توسعات مستقبلية بفضل البنية التنظيمية المرنة.
ما هي المخاطر المرتبطة بعملية التحويل؟
رغم الفوائد، قد تصاحب عملية التحويل بعض المخاطر، مثل زيادة التعقيدات القانونية والإدارية. الشركات تتطلب تقارير مالية دورية، بالإضافة إلى الامتثال لضرائب الشركات والزكاة، مما قد يزيد من التكاليف الإدارية. كما أن تحويل المؤسسة قد يؤدي إلى تغييرات في الهيكل الإداري، مما قد يؤثر على سير العمل إذا لم يتم التخطيط له بعناية.
كيفية تحويل المؤسسة إلى شركة
تحويل المؤسسة إلى شركة يتطلب تنفيذ عدة خطوات قانونية تشمل:
- إعداد قرار رسمي من المالك بتحويل المؤسسة إلى شركة.
- تحديد نوع الشركة الجديدة (مثل شركة ذات مسؤولية محدودة).
- تعديل النظام الأساسي للمؤسسة بما يتوافق مع متطلبات الشركات.
- تقديم طلب التحويل إلى وزارة التجارة عبر المنصة الإلكترونية.
ما هي الوثائق اللازمة للتحويل؟
الوثائق المطلوبة تشمل:
- قرار التحويل الموقع من المالك.
- النظام الأساسي المعدل للمؤسسة.
- قائمة بأسماء الشركاء ونسب الحصص (إن وُجد شركاء جدد).
- شهادة السجل التجاري للمؤسسة.
- إثبات دفع الرسوم المطلوبة.
بمجرد تقديم الوثائق واستيفاء المتطلبات، يتم إصدار سجل تجاري جديد للشركة، مما يتيح لها العمل بصفتها كيانًا قانونيًا مستقلًا.